ساهر وحساب الضمائر..
من المعروف عن مجتمعنا السعودي الحاظر الفوضوية نوعا ما على غرار من سبقهم الى ذلك ما يستدعي جهدا وعناء كبيرين لادخال او اخراج الافكار من عقول الافراد .
العرف في المجتمع اصبح يشغل حيزا اكبر من غيرة بدون ادنى شك والعادات سيئها وحسنها اصبحت من يسير المجتمع حسب اهوائها ومقاصدها ان كان لديها ذلك لانه في اغلب الاحيان تكون عفوية بدون سبق اصرار او ترصد .
ان من ابرز تلك العادات او الاعراف التي تميز مجتمعنا سلبا قيادة السيارات بكل اريحية وكان الشوارع لم يكن فيها الا سيارة واحدة فقط تصول وتجول كما يريد السائق الذي يغفل ما قد يعتري السيارة من اخطار بنفسها كالانقلاب او الاعطال الفتاكه فما بالك اذا كان هناك اناس يتقاسمون معك نصيبك من المساحات .
من ابرز ما يمكن حصره في ذلك الموضوع هو السرعة الزائدة والتي يعاني منها الكثير الان الامرين ليس بسبب مآسيها وانما بسبب ما يترتب عليها من اضرار مادية وذلك ما يعرف اليوم بنظام ساهر .
ساهر الذي اولج الى المجتمع والواقع من خلال رؤية متفائلة-كما قالوا- بنقل المجتمع من سلوك الى سلوك اخر ,عن طريق ترصد السرعات الزائدة بكاميرات سواء ثابتة او متنقلة وفرض غرامة مالية على المخالف تصل الى 500 ريال للمخالفة الواحدة .
الاراء في شأن هذا الخصوص على نوعين مختلفين , فالبعض يرى بأنه من الوجاهة والاهمية وضعه وفرضه لان المجتمع بحاجة الى من يسيسه بعد ان فشلت كل التجارب للحد من (وباء السرعة الزائدة) والبعض الاخر يرى كل اوجه الظلم حينما يفرض مثل هذا النظام يتأويل دوافع الجشع والطمع وحباية اموال الناس بالباطل .
بالنسبة لي قد اقف في حيرة بين كلا الرأيين لصحتهما بلا شك ولكنني ارى ان اجمع بينهما على نحو معين ,فما خلفته السرعة لدينا في السعودية هو اكبر مما خلفته الحروب في العالم اجمع فما من احصائيات في العالم تتفوق علينا في هذا المجال فبحسب اخر احصائية تم نشرها ان عدد الوفيات في العام الهجري المنصرم بلغ اكثر من 6300 وفاة جراء الحوادث المرورية والتي اكاد ان اجزم بان معظمها ان لم يكن كلها قد لعب فيه عامل السرعة دور البطولة , ومن جهة اخرى فاني لست ضدا لفكرة النظام ولكني لا اتفق مع طريقة تطبيقه , فالترصد للناس في الطرقات ومفاجأتهم في كثير من الاحيان ليس بالشئ الصحيح كما ان مواقع الارتكاز الثابته قد تبدو منطقية بعض الشئ اكثر من تلك المتحركه والتي مقصدها ملؤه الغموض المفتعل بالنسبة لي بعد ان قدمت امانة المدينة المنورة بطلب نسبة من ارباح ساهر عوضا عن وقوف سياراته في شوارعها ,علاوة على ذلك فان مبلغ المخالفة الواحدة لا يبت للمنطق بصلة ليوقعك بحيرة من الامر.. اهذا المبلغ من اجل ردعك عن ما تفعل او من اجل الاستنفاع وتربية الحسابات المصرفية مع الرغم بأن التلفيات المادية والمرافقة للاحصائية اعلاه تقدر ب 12 مليار ريال سعودي هذا بالاظافة الى ما تتكبده ايضا وزارة الصحة من خسائر , كل هذا بجانب ومركزة سيارات ساهر على جانب الطرق السريعة ليلا وتعمد اغلاق المصابيح جميعها والتي لولا لطفا من الله لراح ظحيتها الكثير من المسافرين الابرياء ففي تلك الحالة يحكم عليها بالجشع القاهر في ليالي ساهر.
في نهاية المطاف هل فرض هذا النظام هو بالفعل للتغيير والتبديل ؟
ام انه وسيلة جديدة لاستنزاف موارد الدولة والشعب في ان واحد؟
هل لذلك النظام بسلبه وايجابه الاثر المشرق على المجتمع ام انه غير واضح العلامات بعد؟
هناك اسئلة كثيرة تبحث عن اجابات شافية وامور كثيرة يجب ان تاخذ بعين الاعتبار فدوام الحال من المحال ... تحياتي .
ملحوظة:حقوق الطبع محفوظة للكاتب.