قال تعالى في آخر سورة البقرة (( واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ))
السؤال : ما الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة ؟ الجواب : أن العفو أن يسقط عنه العقاب ، والمغفرة أن يستر عليه جرمه صونا له من عذاب التخجيل والفضيحة ، كأن العبد يقول : أطلب منك العفو وإذا عفوت عني فاستره علي فإن الخلاص من عذاب القبر إنما يطيب إذا حصل عقيبه الخلاص من عذاب الفضيحة ، والأول : هو العذاب الجسماني ، والثاني : هو العذاب الروحاني ، فلما تخلص منهما أقبل على طلب الثواب ، وهو أيضا قسمان : ثواب جسماني وهو نعيم الجنة ولذاتها وطيباتها ، وثواب روحاني وغايته أن يتجلى له نور جلال الله تعالى ، وينكشف له بقدر الطاقة علو كبرياء الله وذلك بأن يصير غائبا عن كل ما سوى الله تعالى ، مستغرقا بالكلية في نور حضور جلال الله تعالى ، فقوله ( وارحمنا ) طلب للثواب الجسماني وقوله بعد ذلك ( أنت مولانا ) طلب للثواب الروحاني ...
ومن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية /المجلد السابع /مقدمة التفسير والتفسير:
العفو: يتضمن إسقاط حقه و المسامحة به
والمغفرة: متضمنة أن يقي الله عبده شر ذنوبه، وكذلك إقبال الله على عبده، وكذلك رضاه سبحانه عنه ، بخلاف العفو المجرد، فإن العافي قد يعفو ولا يقبل على من عفا عنه ولا يرضى عنه، فالعفو ترك محض، والمغفرة إحسان وفضل وجود
والرحمة: متضمنة للأمرين (العفو والمغفرة) مع زيادة الإحسان والعطف والبر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح : قلت : المراد بكون السلاسل في أعناقهم مقيد بحالة الدنيا ، فلا مانع من حمله على حقيقته ، والتقدير يدخلون الجنة ، وكانوا قبل أن يسلموا في السلاسل ، وسيأتي في تفسير آل عمران من وجه آخر عن أبي هريرة في قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) قال " خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام" .
قال ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا ، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب .
وقال الطيبي : ويحتمل أن يكون المراد بالسلسلة الجذب الذي يجذبه الحق من خلص عباده من الضلالة إلى الهدى ومن الهبوط في مهاوي الطبيعة إلى العروج للدرجات ، لكن الحديث في تفسير آل عمران يدل على أنه على الحقيقة .
ونحوه ما أخرجه من طريق أبي الطفيل رفعه " رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل كرها. قلت: يا رسول الله من هم؟ قال : "قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام مكرهين " .
وأما إبراهيم الحربي فمنع حمله على حقيقة التقييد وقال : المعنى يقادون إلى الإسلام مكرهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة، وليس المراد أن ثم سلسلة.
وقال غيره : يحتمل أن يكون المراد المسلمين المأسورين عند أهل الكفر يموتون على ذلك أو يقتلون فيحشرون كذلك، وعبر عن الحشر بدخول الجنة لثبوت دخولهم عقبه.
^^
شكرًا جزيلًا أستاذنا الزنقب على هذه الكلمات الطيبة التي أعتز بها
جزاك الله خيرًا ووفقك
=====================================
- الطماطم
تنتمي الطماطم الى عائلة الباذنجانيات التي تشمل كذلك الباذنجان والفليفلة والبطاطس ويوجد من الطماطم اكثر من الف نوع تختلف باحجامها واشكالها والوانها
الاهمية الغذائية للطماطم :
الطماطم غني بفيتامين c والبوتاسيوم كما انها غزيرة بالمواد الكيماوية النباتية وتعد مادة الليكوبين مضاد اكسدة قوي وهي تعزز في الطماطم اكثر بعد طبخها وقد اثبتت عدة دراسات وبائية ان مادة الليكوبين تنقص خطر سرطان البروستات كما ان لها خصائص واقية للقلب ومضاد للطفرة والسرطان اضافة الى حصائصها المضادة للالتهاب كذلك تحتوي الطماطم على البولي فينولات ذات الاثر الفعال في كبح نمو الخلايا السرطانية للكبد والبروستات في الابحاث المخبرية المجراة على تلك الخلايا
فوائد الطماطم :
يعتبر الطماطم فاتح للشهية وتساعد على هضم الطعام لذالك فان عصيرها يقدم قبل الاكل كانه عصير الفاكهة الا انه يفوقه في فائدته الصحية ووقد يضاف اله السكر او الليمون حسب الرغبة
وهو يعتبر مدر للبول مفتتة للحصى والرمل وملينة طبيعية حيث تساعد على تجنب الامساك بشرط انت تؤكل كاملة اي بقشرها لانه يساعد على حركة الامعاء التي بسببها يتم اخراج الفضلات وايضا ببذورها لان المادة الرقوية الموجودة حول البذور تسهل من عملية افارغ الفضلات
والطماطم منشط للجسم وغذاء جيد للمصابين بامراض القلب وارتفاع الضغط والكلى وتفيد مرضى الروماتيزم والتهاب المفاصل وحصى الكلى والمثانة والرمال البولية وهي تعادل زيادة حموضة المعدة ويفيد مرهم الطماطم الذي يحضر بغلي عصيرها مع الدهون الى ان يصبح متماسك القوام في علاج البواسير
الفوائد الطبية للطماطم :
- الطماطم لها اثر واقي من سرطان القولون والمستقيم من خلال دراسة اجريت على 1953 حالة
-الطماطم يقلل من خطر تطور سرطان المبيض من خلال دراسة اجريت على 17 امراة مصابة بسرطان المبيض
-يحتوي الطماطم على الليكوبين الذي وجد من خلال دراسة ان هناك علاقة عكسية بين مستوى الليكوبين في الدم ونقصان خطر تطور سرطان البروستات
-تناول الطماطم مفيد للقلب والاوعية الدموية من مادة الليكوبين
- تعالج الطماطم أمراض النقرس و التعفنات المعوية
- الطماطم تمنع ترسب الكوليسترول في شرايين الدم
تحد الطماطم من الإمساك
- تعالج الطماطم سرطان البروستاتا
- عصير الطماطم يُساعد على هضم النشويات واللحوم
- تنشط الطماطم الدورة الدموية للمعدة
- تساعد الطماطم مرضى السكري على التقليل من وزنهم
-يساعد عصير الطماطم على هضم الطعام ومفيد لمرضى الكبد والقولون حيث انه يزيد من نمو وتكاثر الجراثيم غير الضارة والمفيدة في الجسم والتي لابد من وجودها في المعدة والامعاء لتقوم بعمليات التخمر والهضم والتحليل للغذاء
ملاحظة: موضوع فوائد الطماطم ليس مرجعا طبيا، يرجى مراجعة الطبيب.
الملخص : يعد تناول الطماطم مع قشرها من اكثرها نفعا للقلب والاوعية الدموية وكذلك فهو واقي من امراض القلب والسرطان المختلفة من ها سرطان المبيض والبروستات والمبيض والقولون والمستقيم
المراجع
الدكتور الصغير ,علاء الدين .2010 طماطم/بندورة 100 غذاء قد ينقذ حياتك .سورية -حلب .شعاع للنشر والعلوم
- أسباب نزول قوله تعالى (( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ))
من الآداب التي علَّمها القرآن المسلمين عند مخاطبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم} (البقرة:104). ويتعين في مثل هذه الآية تطلب سبب نزولها؛ ليظهر موقعها، وينكشف معناها، فإن النهي عن أن يقول المؤمنون كلمة لا ذم فيها ولا سخف لا بد أن يكون لسبب.
وقد ذكر المفسرون عدداً من الأقوال حول سبب نزول هذه الآية، نذكر منها أهم ما ذكروه في هذا الصدد:
القول الأول: أن {راعنا} كلمة كانت اليهود تقولها على سبيل الاستهزاء والسخرية، فأخذها عنهم المسلمون؛ ظنًا منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء.
روي عن قتادة، قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا} قول كانت تقوله اليهود استهزاء، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.
وعن عطية، قال: كان أناس من اليهود يقولون: أرعنا سمعك! حتى قالها أناس من المسلمين، فكره الله لهم ما قالت اليهود، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا}، كما قالت اليهود والنصارى.
وقد ضعف الطبري أن يكون سبب نزول الآية هو هذا؛ وذلك أن من غير الجائز في صفة المؤمنين أن يأخذوا من كلام أهل الشرك كلاماً لا يعرفون معناه، ثم يستعملونه بينهم وفي خطاب نبيهم صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني: قال السدي: كان رجل من اليهود من بني قينقاع، يدعى رفاعة بن زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لقيه فكلمه، قال: أرعني سمعك، واسمع غير مسمع. وكان المسلمون يحسبون أن الأنبياء كانت تُفَخَّم بهذا، فكان ناس منهم يقولون: اسمع غير مسمع، غير صاغر. فنهى الله المؤمنين أن يقولوا لنبيهم صلى الله عليه وسلم: {راعنا}.
والفرق بين هذه الرواية والتي قبلها، أن تلك واردة في حق اليهود عموماً، وهذه واردة في حق فرد منهم بعينه.
القول الثالث: أخرج أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن اليهود كانوا يقولون ذلك سراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سب قبيح بلسانهم، فلما سمعوا الصحابة يقولونها، أعلَنوا بها، فكانوا يقولون ذلك، ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وفي رواية أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه سمعها منهم، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، قالوا: أوَلستم تقولونها؟ فنزلت الآية، ونُهي المؤمنون عن قول تلك الكلمة.
وهذه الرواية تخالف سابقتيها من جهة أن الروايتين السابقتين تدلان على أن المسلمين تابعوا اليهود في تلك المقولة؛ ظناً منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء، بينما هذه الرواية تدل على أن اليهود أعلنوا هذه الكلمة بعد أن كانوا يقولونها سراً بعد ما سمعوا المسلمين يقولونها.
القول الرابع: أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أدبر، ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقال ذلك له. وهذه الرواية تبين أن هذه المقولة كانت تصدر عن بعض ذوي الحاجة من المؤمنين.
القول الخامس: روي عن عطاء، قال: {راعنا} كانت لغة في الأنصار في الجاهلية، فنزلت هذه الآية: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}.
روى أبو العالية، قال: إن مشركي العرب كانوا إذا حدَّث بعضهم بعضاً، يقول أحدهم لصاحبه: أَرْعِني سمعك! فنُهوا عن ذلك.
هذه مجمل الأقوال والروايات التي يذكرها المفسرون حول سبب نزول هذه الآية. ولا يمكن القطع بصحة رواية منها؛ إذ لم يرو أيًّا منها بسند يُعتد به، لكنها في مجموعها تصلح للوقوف على سبب نزول هذه الآية، وبالتالي بيان المراد منها.
وعلى العموم، فإنه يُفهم من مجموع ما تقدم، أن النهي عن قول: {راعنا} إنما كان؛ لما فيه من احتمال معنى: ارعنا نرعاك؛ لأن صيغة (المفاعلة) لا تكون إلا من اثنين، كما يقول القائل: حادثنا، وجالسنا، بمعنى: افعل بنا ونفعل بك. ومعنى: أرعنا سمعك، حتى نفهمك وتفهم عنا. فنهى الله تعالى ذكره الصحابة أن يقولوا ذلك كذلك، وأن يتريثوا عند سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليعقلوا عنه بتبجيل منهم له وتعظيم، وأن لا يسألوه ما سألوه من ذلك على وجه الجفاء والتجهم منهم له، ولا بالفظاظة والغلظة، تشبها منهم باليهود في خطابهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، بقولهم له: {واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين} (النساء:46).
وإذا كانت الآية الكريمة تأمر المؤمنين بتوقير نبيهم صلى الله عليه وسلم وتعظيمه عند مخاطبتهم إياه، وأن يتخيروا لخطابه من الألفاظ أحسنها، ومن المعاني أرقها، وتنهاهم أن يقولوا له من القول ما فيه جفاء وغلظة، فماذا ينبغي أن يكون موقف المؤمنين اليوم ممن يسيئون القول والفعل لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية التعبير وحرية الرأي؟
إن الكلمة إذا أصبح لها مدلول اصطلاحي أي حقيقة عرفية خاصة، وصار لاستعمالها واقع فحينها يسَلَّط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي، فإن كلمة (راعنا) كلمة عربية بمعنى انتظرنا وأمهلنا وهي نفس معنى كلمة (انظرنا)، ولكن اليهود يستعملون (راعنا) في معنى السبّ والشتم ويستغلون استعمال المسلمين لها في نداء الرسول صلى الله عليه وسلم فسيتعلمونها هم في نداء الرسول كذلك بقصد السبّ والشتم، فنزلت الآية بأن لا يستعمل المسلمون هذه الكلمة لأنها أصبحت اصطلاحاَ – حقيقة عرفية خاصة- بمدلول جديد، وأصبح الحكم الشرعي لمثل هذه الكلمات يسلط على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي.
فمثلا لو سُئلنا الحكم الشرعي في الاشتراكية، فلا نبحث معنى الاشتراكية اللغوي من اشترك أو شركاء أو شركة حسب معانيها اللغوية ونسلط الحكم عليها، بل نسلط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي لكلمة (اشتراكية) فنجد أن أهلها سموها بهذا الاسم للدلالة على مبدأ معين ينكر أن هناك خالقاً للمادة ويعتبرها أزلية، ثم يطبق أحكاماً منبثقة من عقيدته هذه، فيقول بتطور المادة وإلغاء الملكيات وأنواع المساواة المبنية في ذلك النظام، وبهذا المعنى نقول إن الاشتراكية نظام كفر للنصوص الواردة حول مدلولها الاصطلاحي. ومثلها الديمقراطية والرأسمالية والعلمانية.. إلخ.
المعاني المفردة : رَاعِنَا: فِعْلُ أَمْرٍ. أمر من المراعاة، أي راعنا سمعك أي اسمع لنا ما نريد أن نسألك عنه أو انظر في مصالحنا وتدبير أمورنا..
انْظُرْنا: انظر إلينا، أو انتظرنا وتأنّ علينا وأمهلنا.
الإعـراب :
«لا تَقُولُوا» لا ناهية جازمة تقولوا مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل. والجملة لا محل لها ابتدائية. «راعِنا» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو الياء والكسرة دليل عليه والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ونا مفعول به والجملة مقول القول. «وَقُولُوا» الواو عاطفة قولوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل. والجملة معطوفة. «انْظُرْنا» فعل أمر وفاعله أنت ونا مفعول به والجملة مفعول به مقول القول. «وَاسْمَعُوا» أمر وفاعله ومفعوله محذوف تقديره واسمعوا كلام رسولكم، والجملة معطوفة. «وَلِلْكافِرِينَ» الواو استئنافية للكافرين متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر. «أَلِيمٌ» صفة مرفوعة، والجملة استئنافية.
سبب النزول :
قالَ ابنُ عباسٍ في روايةِ عطاءٍ: وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِهَا، فَلَمَّا سَمِعَتْهُمُ الْيَهُودُ يَقُولُونَهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ وَكَانَ ﴿رَاعِنَا﴾ فِي كلام اليهود سبًّا قبيحًا فَقَالُوا:إِنَّا كُنَّا نَسُبُّ مُحَمَّدًا سِرًّا فَالآنَ أَعْلَنُوا السَّبَّ لِمُحَمَّدٍ لِأَنَّهُ مِنْ كَلَامِهِمْ، فَكَانُوا يَأْتُونَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ ﴿رَاعِنَا﴾ وَيَضْحَكُونَ فَفَطِنَ بِهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ عَارِفًا بلغة اليهود، وقال: يا أَعْدَاءَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَئِنْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ فَقَالُوا: أَلَسْتُمْ تَقُولُونَهَا لَهُ؟ فَأَنْزَلَ الله تعالى: ﴿يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾ الآيَةَ.
مناسبة الآية في السياق : "اعلم أن الله تعالى لما شرح قبائح أفعالهم قبل مبعث محمد عليه الصلاة والسلام أراد من ههنا أن يشرح قبائح أفعالهم عند مبعث محمد صلى الله عليه وسلم وجدهم واجتهادهم في القدح فيه والطعن في دينه"
[ ومناسبة نزول هاته الآية عقب الآيات المتقدمة في السحر وما نشأ عن ذمه، أن السحر كما قدمنا راجع إلى التمويه، وأن من ضروب السحر ما هو تمويه ألفاظ وما مبناه على اعتقاد تأثير الألفاظ في المسحور بحسب نية الساحر وتوجهه النفسي إلى المسحور، وقد تأصل هذا عند اليهود واقتنعوا به في مقاومة أعدائهم.[. من فوائد ابن عاشور فى الآية.
في ظلال النداء :
يتجه الخطاب في مطلع هذا الدرس إلى ﴿ الذين آمنوا ﴾ يناديهم بالصفة التي تميزهم، والتي تربطهم بربهم ونبيهم، والتي تستجيش في نفوسهم الاستجابة والتلبية.
وبهذه الصفة ينهاهم أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ راعنا ﴾ - من الرعاية والنظر – وأن يقولوا بدلاً منها مرادفها في اللغة العربية: ﴿ أنظرنا ﴾.. ويأمرهم بالسمع بمعنى الطاعة،
ويحذرهم من مصير الكافرين وهو العذاب الأليم:
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا: راعنا وقولوا انظرنا. واسمعوا. وللكافرين عذاب أليم ﴾.
وتذكر الروايات أن السبب في ذلك النهي عن كلمة ﴿ راعنا ﴾.. أن سفهاء اليهود كانوا يميلون
ألسنتهم في نطق هذا اللفظ، وهم يوجهونه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤدي معنى آخر مشتقاً من الرعونة.فقد كانوا يخشون أن يشتموا النبي صلى الله عليه وسلم مواجهة، فيحتالون على سبه - صلوات الله وسلامه عليه - عن هذا الطريق الملتوي، الذي لا يسلكه إلا صغار السفهاء! ومن ثم جاء النهي للمؤمنين عن اللفظ الذي يتخذه اليهود ذريعة، وأمروا أن يستبدلوا به مرادفه في المعنى، الذي لا يملك السفهاء تحريفه وإمالته. كي يفوتوا على اليهود غرضهم الصغير السفيه!
واستخدام مثل هذه الوسيلة من اليهود يشي بمدى غيظهم وحقدهم، كما يشي بسوء الأدب، وخسة الوسيلة، وانحطاط السلوك. والنهي الوارد بهذه المناسبة يوحي برعاية الله لنبيه وللجماعة المسلمة، ودفاعه - سبحانه - عن أوليائه، بإزاء كل كيد وكل قصد شرير من أعدائهم الماكرين.
هداية وتدبر :
1. الرعي حفظ الغير لمصلحته، وكان المسلمون يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام راعنا أي راقبنا وتأن بنا فيما تلقننا حتى نفهمه، وسمع اليهود فافترصوه وخاطبوه به مريدين نسبته إلى الرعن، أو سبه بالكلمة العبرانية التي كانوا يتسابون بها وهي راعينا، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما يفيد تلك الفائدة ولا يقبل التلبيس، وهو انظرنا بمعنى انظر إلينا. أو انتظرنا من نظره إذا انتظره. وقرئ أنظرنا من الإنظار أي أمهلنا لنحفظ. وقرىء راعونا على لفظ الجمع للتوقير، وراعنا بالتنوين أي قولاً ذا رعن نسبة إلى الرعن وهو الهوج ، لما شابه قولهم راعينا وتسبب للسب. ((( واسمعوا ))) وأحسنوا الاستماع حتى لا تفتقروا إلى طلب المراعاة، أو واسمعوا سماع قبول لا كسماع اليهود، أو واسمعوا ما أمرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه. (((وللكافرين عَذَابٌ أَلِيمٌ ))) يعني الذين تهاونوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وسبوه.
2. نهي الجماعة المسلمة عن التشبه بهؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب في قول أو فعل بما يتوافق مع معاني ومدلولات غير المسلمين فما بالكُم بالإيمان والاعتقاد والعمل بما عندهم من أفكار ومناهج حياة وسلوك.
3. التمسّك بسدّ الذرائع وحمايتها.. وقد دلّ على هذاالأصل الكتابُ والسُّنة. والذَّرِيعة عبارةٌ عن أمر غير ممنوع لنفسه يُخاف من ارتكابه الوقوع في ممنوع. – وَهِيَ الْوَسَائِلُ الَّتِي يُتَوَسَّلُ بِهَا إِلَى أَمْرٍ مَحْظُورٍ –.
4. استخدام مثل هذه الوسيلة من اليهود يشي بمدى عظيم غيظهم وحقدهم، كما يشي بسوء الأدب، وخسة الوسيلة، وانحطاط السلوك.
5. النهي الوارد بهذه المناسبة يوحي برعاية الله لنبيه وللجماعة المسلمة، ودفاعه – سبحانه – عن أوليائه، بإزاء كل كي دوكل قصد شرير من أعدائهم الماكرين.
6.كشف دسائس اليهود وكيدهم للإسلام والمسلمين؛ وتحذير الجماعة المسلمة من ألاعيبهم وحيلهم، وما تكنه نفوسهم للمسلمين من الحقد والشر، وما يبيتون لهم من الكيد والضر. ويكشف للمسلمين عن الأسباب الحقيقية الدفينة التي تكمن وراء أقوال اليهود وأفعالهم، وكيدهم ودسهم، وألاعيبهم وفتنهم، التي يطلقونها في الصف الإسلامي.
7. فرِّغوا أيها المؤمنون أسماعكم لما يقول النبي عليه السلام حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة. واسمعوا سماع قبول وطاعة ولا يكن سماعكم سماع اليهود حيث قالوا: سمعنا وعصينا. واسمعوا ما أمرتم به حتى لا ترجعوا إلى ما نهيتم عنه تأكيدا ًعليهم.
8. تجنّب الألفاظ المحتمِلة التي فيها التعريض للتنقيص والغَضّ.
الوحوش جمع وحش، والمراد بها جميع الدواب، لقول الله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} . فستحشر الدواب يوم القيامة ويشاهدها الناس ويُقتص لبعضها من بعض، حتى إنه يقتص للبهيمة الجلحاء التي ليس لها قرن من البهيمة القرناء (47)، فإذا اقتص من بعض هذه الوحوش لبعض أمرها الله تعالى فكانت تراباً، وإنما يفعل ذلك سبحانه وتعالى لإظهار عدله بين خلقه
ثنية الوداع .. المدينة المنورة معنى الثنية في اللغة : الطريق في الجبل . وقد اختلفت المؤرخون في حقيقة المكان المسمى بثنية الوداع حتى وصل الإختلاف ببعضهم إلى القول بأنها بمكة وانقسم الذين يرون أنها بالمدينة إلى فرقين : فريق يقول إنها المدرج الذي ينزل منه إلى بئر عروة بالجنوب الغربي للمدينة . وفريق يقول إنها : " المعروفة بذلك في شامي : ( شمالي ) المدينة بين مسجد الراية الذي هو على جبل ذباب ، ومشهد النفس الزكية يمر فيها المارين صدين مرتفعين قرب سلع " . - وبهذا الرأي جزم السمهودي وقد حاول تفيند كل رأي يخالفه .. على أنا نقول : أما إثباته أن هذه الثنية التي بين هضبة سلع هي ثنية الوداع فذلك ما لا نعارضه فيه ، لأنه مقبول ومعقول ، وعليها دلائل علمية متوافرة ، غير أن محاولة دحضه وإنكاره لتسمية المدرج بثنية الوداع فيه ما فيه ، خصوصاً وقد تضافرت تصريحات جماعة من العلماء الأعلام قديماً وحديثاً على تسميته بثنية الوداع أيضاً .
وكما أن أهل المدينة كانوا يودعون المسافر منها إلى ناحية الشام من الثنية التي أن هي بطريق الشام فكذلك لهم أن يودعوا المسافر إلى جهة مكة من الثنية الواقعة بطريق مكة ، ويحق لكل من الثنيتين بهذا النظر أن تسمى ثنية الوداع لقيام معنى الثنية الذي هو الطريق في الجبل والوداع بكل منهما ولاشتراكهما فيه فكلتاهما مركز لتوديع المسافرين .
هذا وكان الصد ( الهضبة التي بشرقي ثنية الوداع الشامية ) ثكنة عسكرية اليوم وهي التي أشار إليها الشيخ إبراهيم فقيه . وأما صدها الغربي فخال من أي بناء حين ألّف هذا الكتاب . وكان مرتاداً للمتنزهين في ساعات الأصائل الجميلة لاحتجاب الشمس في هذه الأوقات وراء سلع من جهة ، ولإشراف هذا الموقع على المدينة وعلى أكثر ضواحيها وبساتينها وجبالها النائية والقرية من جهة أخرى .
أما ثنية الوداع التي هي في طريق مكة فتشرف على وادي العقيق وتحيط بها الحرة من كل جانب :
وإحدى الثنيتين هي التي عناها الولائد الأنصاريات في نشيدهن الابتهاجي بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
طلع البد علينا *** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا *** ما دعا لله داع
والدلائل القوية التي ساقها السمهودي تجعلنا نرجح أن الثنية المقصودة بدخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة منها هي الثنية الشامية .
ومن الطرائف ما ذكر صاحب " مرآة الحرمين " من أن ذوات الخدور أنشدن عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم هذين البيتين :
أشرق البدر عليها *** واختلف منه البدور
مثل حسنك مارأينا *** قط يا وجه السرور
فهل خفي على ابراهيم باشا رفعت ما يحمله هذان البيتان من أثقال الركاكة العامية فنسبهما إلى عصر كانت تفيض فيه البلاغة الشعرية على ألسنة العرب بالسليقة ؟ أم إنه أوردهما اعتماداً على رواية ملفقة لا أصل لها ؟ اللهم لا ندري أي ذلك كان !! ولكننا ندري ونجزم بأن البيتين المذكورين ليسا من شعر ذلك العهد الزاهر بتاتاً .
المرجع : عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 هـ – 1973 م .
:::
ثنية الوادع .. المدينة المنورة
ثنية الوداع معروفة خارج باب الشامي ، وهي ما بين مسجد الراية الذي على جبل ذباب ومشهد النفس الزكية أي مسجد الزكي . وسميت بذلك لتوديع النساء اللاتي استمتعوا بهن عند رجوعهم من خيبر ، وفي رواية عند خروجهم إلى تبوك ، وكان رسول لله صلى الله عليه وسلم ضرب عسكره حينئذ عليها . وروي أنه ما كان أحد يدخل المدينة المنورة إلا منها ، فإن لم يمر بها مات قبل أن يخرج لوبائها كما زعمت اليهود ، فإذا وقف عليها قيل قد ودع ، فسميت ثنية الوداع ، فذلك يكون اسماً جاهلياً لها وهو الأشهر .
وقال عياض : هي موضع بالمدينة المنورة على طريق مكة مسمى به الآن ، الخارج فيها يودعه مشيعه ، وقيل : بل لوداع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين المقيمين بالمدينة المنورة في بعض خرجاته ، وقيل : ودَّع فيها بعض سراياه .
وثنية الوداع اليوم في الموضع المرتفع الذي يقع خلف محطة أبو العلا خارج باب الشامي ، ويسمى ( القرين ) ، ويقال له : كشك يوسف باشا ، ويوسف باشا هو الذي نقر الثنية ومهد طريقها - رحمه الله - في حدود عام 1214 هـ ، والله أعلم .
المرجع
أحمد ياسين الخياري ، تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً
الجواب من موقع إسلام ويب/ نعم.. وليست هذه الإجابة من عندي أنا شخصيًا بل إنها إجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فالله تبارك وتعالى علم قبل خلق السموات والأرض أنك سوف تدعينه جل جلاله وتسألينه هذا الزوج بعينه، فالله تبارك وتعالى إن استجاب لدعائك فسوف يكون من نصيبك، وإذا كان ليس في زواجك منه نفع بالنسبة له أو لك، لأن الله تبارك وتعالى راعَى مصالح العباد في شرعه، فكل هذا الشرع الذي أنزل وهؤلاء الأنبياء الذين أُرسلوا وهذه الكتب التي أنزلت إنما جاءت لمصالح العباد في دينهم ودنياهم، إلا أن الناس قد يقدمون أشياء على أشياء ويؤخرون أشياء عن أشياء وقد تكون هناك بعض الأولويات التي يظنون أنها في صالحهم في حين أنها تضرهم، ومن هنا جاء الشرع لضبط سلوك الناس وتحديد مصالحهم ومنافعهم، فالشريعة جاءت لمراعاة مصالح الخلق، والمصلحة هذه قد تغيب عن بالي أنا، بل قد أظن أن الخير في أمر معين لأني أحكم بالظاهر، أما الذي خلق الأشياء ويعلم طبائعها والآثار المترتبة عليها إنما هو الله، ولذلك كما قال الله تعالى مثلا: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}، وقال: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
فإذن نحن عندما ندعو الله تبارك وتعالى إنما نفر من قدر الله إلى قدر الله، فلو لم يعنَّا الله تبارك وتعالى ويوفقنا للدعاء لما دعونا، ولذلك بما أن الله شاء وأراد أن يغير قدره بالدعاء أعانك على الدعاء، إذن الدعاء يرد القضاء قطعًا لأن هذا كلام النبي - عليه الصلاة والسلام – والنبي أخبرنا - عليه الصلاة والسلام – أن الدعاء والقضاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء، أي تحدث بينهما نوع من المواجهة، فإذا كان الدعاء أقوى رفع القضاء – رفع الأمر – وإذا كان القضاء أقوى والدعاء أقل أو أضعف نزل هذا القضاء ولكن بصورة أخف وإذا لم يدع العبد أصابه قدر الله تبارك وتعالى جل جلاله، لأن هذه الصور الثلاث إما أن يكون الدعاء أقوى فيغلب وإما أن يكون القضاء أقوى فيغلب ولكن ينزل مخففًا، وإما أن العبد لا يدعو بالمرة فيصيبه ما قدره الله تبارك وتعالى.
إذن الدعاء يرد القضاء لأنه من قضاء الله وقدره، ولذلك في أحايين كثيرة نحن نكون في مشاكل كبرى ولا ندعو، لأنه لم يوفقنا الله للدعاء، في حين أننا لو دعونا لتغيرت أمورٌ كثيرة، ولكن شاء الله أن يمضي قضاؤه وفق مراده، ولذلك نسَّانا أن ندعو فصارت الأمور كما أراد سبحانه وتعالى..
إذن لا يرد القضاء إلا الدعاء هذه حقيقة، ولذلك النبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)، مما نزل من البلاء الموجود الحالي، فالله تبارك وتعالى ببركة الدعاء يرفع هذا البلاء أو يخففه، والذي سيأتي في المستقبل أيضًا الله تبارك وتعالى يُبين أن الدعاء يؤثر فيه، ولذلك أنت تقولين: اللهم إني أسألك الجنة، مع كثرة سؤالك الله الجنة الله سبحانه وتعالى يجعلك من أهل الجنة.. اللهم أجرني من النار، مع كثرة استعاذتك بالله من النار الله يعافيك من النار.. فإذن الدعاء ينفع في تغيير الوضع الحالي، أعظم وسيلة للتغير هي الدعاء، المستقبل أيضًا أعظم وسيلة لتغييره ليكون على الحال الأفضل لي إنما هو الدعاء، فالنبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد)، فهذه وصية النبي - عليه الصلاة والسلام – فما دام الإنسان يدعو لا يتعرض للهلاك - بإذن الله تعالى – وكثير من المصائب والبلايا حقيقة تُرفع بالدعاء ولكن نحن لا ندري، فقد تكون هذه الدعوة من خمس سنوات وجاء البلاء الآن فخففه الله ببركة دعاء خمس سنوات، قد يكرمك الله عز وجل بقضاء حاجة من الحاجات ببركة دعاء أمك لك من عشرين عامًا مثلاً -فرضًا- دعت هذه الدعوة وظلت معلقة لأن الدعاء قد يستجاب في وقته وقد يستجاب بعد فترة من الزمن وقد يستجاب حتى في الآخرة، لأن النبي - عليه الصلاة والسلام – أخبرنا أن أي عبد لابد أن يستجيب الله له، ما من مسلم على وجه الأرض يدعو الله تعالى إلا آتاه الله واحدة من ثلاث: (إما أن يعطيه ما سأل، أو يدفع عنه من الشر مثله، أو يقدر له من الخير مثله)، يدخر له من الخير مثله، ولذلك الصحابة قالوا: (إذن نكثر. قال: الله أكثر).
إذن الدعاء سلاح خطير وهو أقوى حقيقة من أي سلاح عرفته الإنسانية إلى يومنا هذا، ولكننا لا نحسن استغلاله، فمن حقك أن تجتهدي في الدعاء وأن تسألي الله تبارك وتعالى أن يرزقك هذا العبد الصالح، والله تبارك وتعالى بعلمه القديم إن علم أن فيه نفعا لك وأن هذا فيه خيرا لك فسيستجيب لدعائك، وإن علم الله خلاف ذلك سيعطيك الله أفضل منه ببركة الدعاء، فعليك بالدعاء، أما الأحاديث الواردة إذا ألهم أحد الدعاء، هذه كلها طبعًا من الأقوال التي وردت عن صحابة النبي - عليه الصلاة والسلام – وبعض العلماء الربانيين، وهي صحيحة في معناها، فالذنوب تحرم الإنسان من الرزق كما في الحديث الأول وهو حديث ضعيف رواه الحاكم عن ثوبان، والثاني أن البلاء لايدوم مع الدعاء، والثالث كما أسلفنا أن الدعاء قدر معلق، يستجيب الله له، أو يدخره له في الآخرة، أويصرف عنه شرا.
ما القصد بأن الطفل عندما يموت يكون عصفورا من عصافير الجنة؟ هل يتحول لعصفور في الجنة أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن من يموت من أطفال المؤمنين قبل التكليف، فإنه من أهل الجنة؛ لإجماع المسلمين، وللنصوص الواردة في ذلك. قال الإمام النووي: أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. اهـ. ولكن لم يثبت في النصوص أن أطفال المؤمنين يكونون على هيئة عصافير في الجنة، بل ظاهر النصوص يفيد أنهم يبقون على هيئتهم البشرية؛ فقد روى الإمام البخاري في (صحيحه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ... فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ؟ ... قَالاَ لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ ... أَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ. وأما ما رواه الإمام مسلم في (صحيحه) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا. فليس فيه ما يدل على أن حقيقتهم تتبدل ويتحولون إلى عصافير، بل لعل مقصدها - والعلم عند الله - أنهم في لَعِبهم ومرحهم في الجنة كالعصافير. والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالفجر له أذانان كما ذكرت الأخت السائلة، ولكل واحد منهما حكمة شرع لأجلها، فالأذان الأول يكون بالليل قبل دخول وقت الفجر، وهذا لا يجب عنده الإمساك للصيام، ولا تصلى به الفريضة، والحكمة التي شرع لأجلها الأذان الأول بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا يمنعن أحدكم أو أحد منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم....رواه البخاري ومسلم. والمعنى أي يرد القائم أي المتهجد إلى راحته ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطا أو يكون له حاجة إلى الصيام فيتسحر ويوقظ النائم ليتأهب لها بالغسل ونحوه، وبما أن هذا الأذان قبل طلوع الفجر فلا تصح الصلاة المفروضة بعده ولا يلزم الإمساك حتى يطلع الفجر الصادق. وأما الأذان الثاني فقد شرع لأجل الإعلام بدخول وقت الفجر, وعنده يجب الإمساك عن سائر المفطرات للصائم، ويدخل وقت أداء فريضة الصبح. وأما على أي أذان تصلين، فالصلاة يبدأ وقتها بدخول الفجر، فإذا كان المؤذنون يؤذنون الأذان الثاني على الوقت تماما فلك أن تصلي بعد سماع الأول منهم، وصلاتك صحيحة، ولعل الأحوط أن تؤخري الصلاة حتى يمضي وقت بعد الأذان. وانظري للفائدة الفتوى رقم: 75687، والفتوى رقم: 13950, والفتوى رقم: 10384 . والله أعلم.
تفاحة آدم هو اسم يطلق على جزء بارز يظهر في الجزء الأمامي للرقبة، نتيجة لبروز الغضروف الدرقي المحيط بالحنجرة، ويعتبر أكبر وأبرز غضروف فيها إلى جانب العشر غضاريف الأخرى التي تحركها خمس عضلات مكونة معاً هيكل البلعوم آخذة شكل أنبوب. ويقع غضروف تفاحة آدم من أسفل البلعوم وحتى الرغامى، ابتداءً من الفقرة الثالثة وحتى الخامسة على مستوى الفقرات العنقية في الجزء العلوي من الرغامى ويساعد في عمليات التنفس والمضغ وإصدار الأصوات، وهو صلب ولين على حد سواء.
هناك اعتقاد شائع بأن الرجال فقط هم من يمتلكون تفاحة آدم إلا أن تفاحة آدم موجودة لدى النساء أيضاً ولكنها غير ظاهرة لديهن، أما سبب بروزها لدى الذكور فيرجع إلى اختلاف الزاوية بين صفيحتي الغضروف الدرقي.
سمي هذا النتوء ب"تفاحة آدم" نسبة إلى شخصية آدم التي تمثل أول كائن بشري على الأرض، بحسب الديانات السماوية،، أن آدم قد أكل تفاحة من الشجرة التي نهى الله عنها، وهناك رأي غريب لدى البعض أن قطعة منها بقيت عالقة في حلقه.